عمرو خالد يكتب: اكتب حلمك لبلدك
(١)
هل يستطيع الإنسان أن يعيش دون أن يحلم؟ هل هناك شعب أو أمة أو بلد يمكن أن يتقدم أو ينهض وليس له حلم؟
هل يوجد إنسان يستطيع أن يعيش حياة ناجحة متميزة وليس لديه حلم يحققه.
ما هو حلمك في الحياة؟ سؤال سهل وبديهي وجوهري لكن للأسف هناك ملايين في بلادنا ليس لديهم حلم،
إن الفرق الأساسي بين الإنسان وكثير من المخلوقات الأخري التي خلقها الله هو أنه اختص الإنسان بالقدرة علي رؤية المستقبل.
إن الأسد مثلاً لا يستطيع أن يتخيل نفسه كيف يتطور بعد عشرين سنة، فيبقي كما هو لأن
الله نزع منه خاصية القدرة علي رؤية المستقبل. الكائن الوحيد الذي لديه قدرة علي استشراف المستقبل هو أنا
وأنت فلا تحرم نفسك من أعظم صفة تميز بها الكائن البشري، لابد أن تحلم وأن تري حلمك بالتفصيل وتعيش هذا الحلم
حتى يصدقه عقلك الباطن فيسعي إليه بكل قوة هكذا ينجح من ينجح.
الناجحون يرون أحلامهم كاملة الأبعاد «٣D» أجاثي لاعب التنس العالمي فاز ببطولة ويمبلدون عدة مرات، لكنه في
مرة يفوز بهذه البطولة
سأله المذيع: ما هو شعورك الآن وأنت تكسب بطولة ويمبلدون لأول
مرة في حياتك؟ فرد قائلاً: في الحقيقة هذه ليست أول مرة أفوز فيها بالبطولة هذه المرة العاشرة،
فضحك الجميع، لأنها كانت فعلا المرة الأولي.. فرد بجدية: أنا لا أمزح هي المرة
العاشرة فأنا منذ عشر سنين وأنا أحلم بهذا اليوم بكل تفاصيله حتي لون الفانلة التي أرتديها، حتي صوت تصفيق الجماهير.
هل توقف شبابنا عن الحلم، أهو اليأس أم الخوف من الاصطدام
بالواقع الصعب أم هو الكسل ومن السبب في أن شبابنا صار نادراً ما يحلم؟!
احلم يا شباب وأملأ بالحلم ذاتك واعلم أن الإنجازات الكبري في تاريخ البشرية بدأت بحلم.
دبي كانت حلماً، والحرمان الشريفان كانا حلماً، والصعود للقمر كان حلماً،
ومحمد علي باشا وهو يبني مصر الحديثة شاف في الحلم حدائق وبساتين فكانت القناطر الخيرية
والحدائق هنا وهناك، لكن الذي حلم بها بعد ذلك لم ير في الحلم حدائق فاختفت الحدائق تماما
من وجه مصر. وأنت صائم اكتب حلمك لنفسك ولبلدك، أنت أقدر في رمضان أن تكتب حلمك،
أتدري لماذا؟ الصيام صفاء للنفس والذهن.. أنت بصيامك في أعلي درجات الاستعداد النفسي والذهني أن تكتب حلمك.
البطن الخاوية تثير في الذهن استعداداً لتلقي الأفكار بهدوء وفكرة أنا صائم إذن أنا غير قادر
علي التفكير.. فكرة وهمية. إن رمضان ثورة علي شهوة البطن من أجل تحريك الفكر.
(٢)
لماذا لا يحلم الناس غالبا؟ أعتقد أنهم يخافون ألا يتحقق الحلم فيفضلون ألا يحلموا، لأنهم يرون الحلم بعيداً
عن المكان الذي يقفون فيه الآن، ويشعرون بفكرة المستحيل تطاردهم فيفضلون
ألا يحلمون أصلاً، إنني أشبه هذا الأمر بمن يقف عند نقطة «أ» وحلمه عند النقطة «ي» والمسافة
بعيدة تشمل كل حروف الهجاء فيشعر بالاستحالة فلو سألته: ما هي قدراتك
وإمكاناتك لتحقق الحلم لقال لك: من «أ» إلي «ب» فقط، هذه هي إمكاناتي،
أما من «ب» إلي «ي» فلا قدرة لي عليها وكلها خارج إمكانيتي، ومنطق الإيمان الرائع
يقول لك تحرك لحلمك وابذل كل جهدك من ألف إلي باء واستكمل كل إمكاناتك، ثم انظر كيف
أن الله سبحانه العظيم القادر سيكمل لك من باء إلي ياء ولدينا صورة في القرآن تؤكد هذا
المعني هي سورة الأنفال ستجد آية تقول (وأعدوا لهم ما استطعتم)،
ثم بعدها بقليل آية تقول (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي).
نصيحة للشباب.. احلم واكتب حلمك وتحرك ولا تقف مكانك، ثم انظر كيف سيكمل لك الله
حلمك إن فعلت واجتهدت، لكن البداية دائماً حلم يملأ كل كيانك. علي الأقل فإن الذي لديه
حلم قد ينجح ويحقق حلمه، أما الذي ليس لديه حلم فأكيد أنه سيموت في مكانه لم يتقدم خطوة.
(٣)
إما أن يكون لديك حلم أو أن تكون أنت جزءاً من حلم غيرك،
وهذا علي مستوي الأفراد وأيضا علي مستوي الدول والشعوب.
إن الله خلق الكون فجعل كائنات تدور في مجال كائنات أقوي، فالذرة برتون يدور في فلكه إلكترون،
والمجرة شموس يدور في فلكها كواكب والناس أيضاً كذلك،
لديهم أحلام فيصنعون الأحداث وناس بلا أحلام فيشاهدون الأحداث.
أيها الصائم اكتب حلمك لنفسك ولبلدك.
برجاء ملاحظ ان الردود على التوبيك ستكون احلامنا لبلدنا مش جزاك الله خيرا ووفقك الله
[/b]
[/center]