وأوردها أبو نعيم في ((الحلية)) (10/182)
قريبة مما ساقه ابن حبان في روضة العقلاء ص 42
قال أبو نعيم :
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن ا لحسن الحلبي قال حدثني أحمد بن سنان القطان قال سمعت عبدالله بن داود الواسطي يقول :
ينما أنا واقف بعرفات إذا أنا بامرأة وهي تقول:
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له
فقلت من أنت فقالت امرأة ضالة فنزلت عن بعيري وقلت لها يا هذه ما قصتك فقرأت (ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) فقلت في نفسي حرورية لا ترى كلامنا!! فقلت لها فمن أين أتيت فقالت: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فأركبتها بعيري وقدت بها أريد بها رحال المقدسيين فلما توسطت الرحل قلت يا هذه بمن أصوت فقرأت: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض يا زكريا إنا نبشرك بغلام يا يحيى خذ الكتاب بقوة) فناديت يا داود يا زكريا يا يحيى فخرج إلي ثلاثة فتيان من بين الرحالات فقالوا أُمُّنا ورب الكعبة ضلت منذ ثلاثة فأنزلوها فقرأت: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة) فغدوا فاشتروا تمرا وفستقا وجوزا وسألوني قبوله فقبلته فقلت لهم مالها لا تتكلم قالوا هذه أمنا لا تتكلم منذ ثلاثين سنة إلا بالقرآن مخافة أن تزل . أهـ
وردت القصة في بعض المصادر كما يأتي - ولكنها لا تخلو من زيادات كثيرة- :
يقول سيدنا عبد الله المبارك خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام.. وزيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فبينما أنا فى بعض الطريق فإذا بامرأة عجوز عليها درع وخمار من صـوف ..
فقلت لها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قالت {سلام قولاً من رب رحيم} .
قلت لها يرحمك الله ماذا تصنعين فى هذا المكان ؟
قالت {ومن يضلل فلا هادى له}
فعلمت أنها ضالة عن الطريق.
فقلت أين تريدين ؟
قالت:{ سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى }
فعلمت أنها ذاهبة إلى المسجد الأقصى.
وقلت أنتم منذ كم فى هذا المكان ؟
فقالت: ( ثلاث ليال سوياً )
فقلت ما أرى معك طعاماً تأكلين
قالت: ( هو يطعمنى ويسقين ) .
قلت: فبأى شىء تتوضئين ؟
قالت: ( فإن لم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً )
قلت إن معى طعاماً .. ألا تأكلين؟
قالت: ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) .
قلت لها ليس هذا شهر رمضان .
قالت (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) .
قلت أبيح لنا الافطار فى السفر.
قالت (وأن تصوموا خير لكم) .
قلت لماذا لاتكلمينى مثلما أكلمك؟
قالت (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) .
قلت فمن أى الناس أنت ؟
قالت (ولا تقف ماليس لك به علم) .
قلت قد أخطأت فاجعلينى فى حل.
قالت (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ).
قلت فهل لك أن أحملك على ناقتى هذه فتدركى القافلة ؟
قالت (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) .
قال فأنخت ناقتى .
فقالت (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
فغضضت بصرى.
وقلت إركبى.. فكلما ركبت نضرت الناقة فمزقت ثيابها.
فقالت (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)
قلت لها إصبرى حتى أعقلها .
قالت (ففهمناها سليمان ).
قلت إركبى وقد عقلت ناقتى .
قالت (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) .
قال فأخذت الناقة ممسكاً بزمامها وأخذت أصيح .
فقالت (واقصد فى مشيك واغضض من صوتك) .
قال فجعلت أمشى رويدا وأترنم بالشعر.
قالت (فاقرأوا ماتيسر من القرآن )
قلت لقد أوتيت خيراً كثيراً.
قالت (وما يذكر إلا أولو الألباب)
قلت ألك زوجاً؟
قالت (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)
قلت هذه القافلة من لك فيها
قالت (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
فعلمت أن لها أولادا فيها .
قلت وما شأنهم فى الحج ؟
قالت (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) .
فقلت لها وما أسماء أولادك؟
قالت :
{واتخذ الله إبراهيم خليلاً} { وكلم الله موسى تكليماً } { يايحيى خذ الكتاب بقوة }
قال:
فناديت يا إبراهيم ياموسى يايحيى فإذا أنا بشباب كأنهم الأقمار قد أقبلوا .. فلما استقر بهم الجلوس قالت:
{ فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً }
قال فمضى أحدهم واشترى طعاماً فقدموه بين يدى .
فقالت{ كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية } .
قلت الآن طعامكم على حرام حتى تخبرونى بأمرها .
فقالوا هذه أمنا .. لها ثلاثون سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن .
فلما أكلت اخذت مضجعها فقلت لها :مالك يا أمة الله
قالت: ""وجاءت سكرة الموت بالحق""
وبعدها بأيام قلائل اسلمت الروح لبارئها ورحلت الى الله
قال راوي القصة:
فرأيتها في المنام فقلت لها :ما حالك يا أمة الله؟
فقالت :""إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتد""