بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين ..
تابع الجزء الثانى :يا دكتورة علم النفس ؛ هذه جولة سريعة رأيتي من خلالها أخلاق الأنبياء وأدب الجنس في الديانة المسيحية .. التي تحاولين الانتماء لها ( هذا إن لم تكن أصبحت مسيحية أصلا ) ..!!! والآن أنظري إلى العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ـ في النص الوحيد ـ كما جاء في القرآن المجيد .. في قوله تعالى ..
[ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) ]
( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 189 )
[ تفسير الآية : ( هو ) أي الله ( الذي خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( وجعل ) خلق ( منها زوجها ) حواء ( ليسكن إليها ) ويألفها ( فلما تغشاها ) جامعها ( حملت حملاً خفيفا ً) هو النطفة ( فمرت به ) خلال فترة حمله ( فلما أثقلت ) بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون غير صالح أو به عيبا ( دعوا الله ربهما لئن آتيتنا ) ولداً ( صالحاً ) سوياً ( لنكونن من الشاكرين ) لك عليه ]
هل أدركتِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ الرقي في المعاني في العرض القرآني ..؟!!! هل أدركت الفرق بين عرض الجنس المتسامي في القرآن العظيم .. .. فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا .. .. وبين الهبوط الأخلاقي للأنبياء وعرض الجنس في الكتاب المقدس ..[/size]
والآن .. بعد هذا العرض السريع .. كيف سولت لك نفسكِ أن تتهمي الإسلام العظيم بالقول ..
[ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ]
بل وتعترفي بأن : [ المسيحيّة كتعاليم استهوتك، بل سحرتك لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقك العلمي والعملي .. ] .. بل وتعتبري أن : [ المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق انسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. ] .. ألا تشعري بالخجل الآن من نفسك ..!!!
وحتى إن وجدت بعض الأخطاء ـ يا دكتورة علم النفس ـ من المسلمين والحكام العصاة .. فكان المتوقع منك أن تفهمي جيدا ـ بحساب علمك ـ بأن هذه الأخطاء يجب أن يتحملها العصاة من المسلمين والحكام أنفسهم والذين أساءوا إلى الدين .. والإسلام العظيم منها براء ..!!!
وبكل أسف تعتمد الدكتورة ـ التي تدعي الإسلام من قبل ـ في كل ما تكتب على " كتب التراث " ، والمعروف جيدا ـ لدى كل المسلمين ـ أن كتب التراث بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! ولا تستند ـ الدكتورة ـ إلى ما جاء في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة إلا فيما ندر ، وإذا استخدمت فقرات من الآيات الكريمة فتكون مقطوعة عن سياقها .. لتقوم بتفسيرها بطريقة مستفذة لتخدم أغراضها الدنيئة ..!!!
يا دكتورة علم النفس ؛ ما أستند إليه في الرد عليكي هو ما جاء في الكتاب المقدس بشكل مباشر وليس إلى شروح في كتب خارجية .. لذا أرجو أن تتسمي بالحياد والموضوعية عند تعرضك للدراسات الإسلامية .. إذا صدقت نواياكي في البحث عن الحقيقة المطلقة كما تزعمين ..!!!
وقد أعابت الدكتورة الفاضلة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زواجه من السيدة " عائشة " .. وهي في سن التاسعة من عمرها .. بعد أن تخطى الخمسين من عمره ( على الرغم من أن كل زيجات النبي صلى الله عليه وسلم كانت ذات أهداف دينية وتعليمية ) .
والسؤال الآن : هل الزواج ـ بأي صيغة ـ أفضل .. أم الزنا .. وزنا المحارم السابق عرضه في الكتاب المقدس أفضل ..؟!!! وهل تعلمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن سليمان الحكيم ( أو النبي ، عليه السلام ، من المنظور الإسلامي ) ـ في الكتاب المقدس ـ كان متزوج من سبع مئة من النساء ، وربما كان فيهم أصغر من هذه السن التي تعترضي عليها ، كما كان ـ سليمان الحكيم ـ يمتلك ثلاث مئة من السراري .. بل وجعلته نسائه يشرك بعبادة الله ( عز وجل ) .. ويسجد لآلهة أخرى غير الله ( سبحانه وتعالى ) .. وهاك النص المقدس ..
[ (3) وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئه من السرارى فأمالت نساؤه قلبه (4) وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (5) فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين (6) وعمل سليمان الشر فى عينى الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه (7) حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذى تجاه أورشليم ولمولك رجس بنى عمون ( وهكذا فعل لجميع نساؤه الغريبات اللواتى كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن ]
( الكتاب المقدس : الملوك الأول {11} : 3 - 8 )
وليس هذا فحسب .. بل بالتأكيد أنتي تعلمي .. بأن الزنا متفشي داخل الفاتيكان والأديرة المسيحية .. ويمكنك الرجوع إلى المراجع الغربية حتى تري بنفسك الفضائح الجنسية لباباوات روما شخصيا .. وتاريخهم الأسود الحافل في هذا المجال ..!!! ويجب أن تعلمي أيضا بأن القساوسة الأنقياء الأطهار ـ في الوقت الحالي ـ يطالبون بابا الفاتيكان : بتوفير راهبات للخدمات الجنسية ..؟!!! فهل تتكرمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ بإعطاء تفسير كاف وواضح لمعنى : راهبة مخصصة للخدمات الجنسية ..!!!
وبديهي ؛ أنتي تعلمي أيضا ضلوع القساوسة الأمريكيين في فضائح جنسية هزت بشدة صورة الكنيسة هناك . ويواجه نحو ( 3000 ) من القساوسة اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال .
كما تعلمي جيدا ( بحكم وجودك في الولايات المتحدة ) .. تفشي الخيانة الزوجية في الأسرة الأمريكية ، هذا إن وجدت الأسرة أصلا ، فمعظم الأسر الأمريكية هي أسرة الوالد الواحد ( one Parent Family ) . وعلى حسب بعض الدراسات الرسمية وجد أن 30% من الأبناء ليسوا أبناء الآباء ..!!!
فهل هذه الحضارة التي تود ـ دكتورة علم النفس ـ أن تسود في عالمنا الإسلامي ..؟!!!
وقد كتب الغرب ( زيمرمان ) الكثير حول الخطر الذي يهدد المدنية من جراء هذا التفسخ العائلي . فالعلاقة بين الرجل والمرأة ـ من المنظور الإسلامي ـ تسمو كثيرا فوق العلاقة الجنسية أو الجسدية .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ]
( القرآن المجيد ـ الروم {30} : 21 )
لتتمحور العلاقة بين الرجل والمرأة حول السكن والمودة والرحمة .. وليس مجرد المتعة الجسدية ليلقي بها الرجل في الخارج عقب الانتهاء منها .. شأنها في هذا شأن علب المشروبات التي تلقى في صندوق القمامة عقب الفراغ من شربها ..!!!
وأخيرا .. تعترض ـ دكتورة علم النفس ـ على قوله تعالى ..
[ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) ]
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 223 )
وتساءلت ـ في تهكم شديد .. لماذا شبّه القرآن المرأة بالحرث والرجل بالمحراث ..؟!!! ولا أدري من أين أتت بكلمة " المحراث " ..؟!!! وربما تعصبها الأعمى طغى عليها إلى حد أنها لم تفهم مغزى كلمة " حرث " في سياق الآية الكريمة .. كما لم تذكر في استشهادها قوله تعالى " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله .. " إلى آخر الآية الكريمة ..!!! أي هي تقطع فقرات من الآيات الكريمة عن سياقها الطبيعي لتقوم بإقحام ما تريده من كذب وتدليس لتحقيق أغراضها الدنيئة ..!!! فهل هذه أمانة علمية يا دكتورة ..؟!!!
والآن ؛ أقول لها إن ذكر المولى ( عز وجل ) لكلمة " حرث " تعني أن المرأة لا يجب مجامعتها إلا في مكان وضع البذرة لنمو الجنين .. وبالتالي التحريم الضمني أن تؤتى المرأة في دُبرها ـ أي تحريم الشذوذ الجنسي ـ لحماية المرأة والرجل من كثير من الأمراض المهلكة كالأيدز وخلافه ..!!! أما عن جميع معاني الحب والمغازلة الذي تتكلم عنه وتطالب به .. وحق المرأة في الاستجابة الجنسية لزوجها أو رفضها .. فجميع هذه الأمور تأتي كلها تحت قوله تعالى : " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله .. " .. وهي باقي الآية الكريمة التي حذفتها لتضع ما تريد من كذب وتدليس في تفسير الآية الكريمة ..!!! وأتمنى أن ترى ـ دكتورة علم النفس ـ الإعجاز والإحكام في العرض القرآني في الآية السابقة .. ولهذا يصف المولى ( عز وجل ) كتابه العزيز .. بقوله تعالى ..
[ .. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) ]
( القرآن المجيد : هود {11} : 1 )
وكما قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن معجزته الخالدة :
" أُعطيت جوامع الكلم " .
فهل أدركت أو فهمت دكتورة علم النفس ـ التي تدّعي الإسلام سابقا ـ هذه المعاني ..!!! وهل بعد هذا العرض يمكنها أن تقول :
[ المسيحيّة كتعاليم استهوتني ، بل سحرتني لأنها ، أولا وأخيرا توافقت مع منطقي العلمي والعملي .. المسيحيّة كلغة أثبتت صلاحيّتها لخلق انسان مهذّب ، خلوق ، منتج ، مبدع ومسالم .. أما الإسلام كلغة ، فقد أثبت عجزه عن خلق هذا النمط من البشر !! لقد اعتمد هذا الدين ، بصورة عامة ، لغة صحراويّة قاحلة غير مهذبة ، جلفة ، تدعو إلى العنف وتكاد تخلو من أيّ معنى انساني ! ]
سبحان الله .. لم أكن أتصور أن يتدنى العقل البشري إلى مثل هذه الدرجة من الانحطاط الفكري ..!!!
وللحديث بقية .. إن شاء الله تعالى ..** ملحوظة : لم أذكر فى هذا الموضوع بعض النصوص التى وردت فى الموضوع الاصلى
وذلك لعظم الفحش الوارد بها ... والذى يخجل أى انسان حتى ولو لم يكن مؤمنا ان يطلع عليها