بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين ....
نعود الآن ؛ لوصف دكتورة علم النفس لرحلتها إلى وطنها الأم .. لكي تعود دائرة الحياة ( The circle of life ) للتكرار .. ولترى ـ دكتورة علم النفس ـ أن كل ما أثارته في رحلتها من تساؤلات .. كما وأن موقفها .. هو موقف مماثل لموقف الكفار من قبل عند تعرضهم لرسالة " نوح " ( عليه السلام ) .. كما يخبرنا بهذا المولى ( عز وجل ) في قوله تعالى ..
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28 وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (30) وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)
( القرآن المجيد : هود {11} : 25 - 37 )
وأتمنى أن تفهم دكتورة علم النفس هذه المعاني . وبديهي ؛ لن أترك فهم هذه الآيات الكريمة واستنتاج معانيها لذكاء الدكتورة ..!!! حيث برهنت في كل ما كتبت على أن ذكاءها محدود للغاية .. كما وأن كتاباتها تعكس قصورا واضحة في فكرها بدرجة تدعو للدهشة ..!!! وأبدأ هذه الرؤية بالبؤساء الذين كانوا يفترشون أرض الجامع ليأتي قول الكافرين " لنوح " ( عليه السلام ) للمتبعين لمنهاج الله ـ سبحانه وتعالى ـ في قوله تعالى ..
.. وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ( أي بدون تفكير ) وََمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
فهل كانت تتوقع ـ الدكتورة ـ أن نطرد هؤلاء البؤساء من رحمة الله .. .. وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ . فهل سمعتِ قول المولى ( عز وجل ) في أمثالها .. .. وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ .. أي الجهل هو سمتها ..!!!
وقد ازدرت عينيها هؤلاء القوم .. ونست الدكتورة ماضيها ـ باعترافها ـ بأنها كانت لا تجد ثمن تغيير الحذاء البالي الذي كانت تلبسه هي وزوجها ..!!! ونست أنها تضرعت إلى السماء لكي تعطيها دربا إلى أمريكا ..!!!
.. وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا ... اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ
سبحان الله العلي العظيم ..!!! أليس هذا الحوار .. هو حوار بين الخالق العظيم .. وبينكِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ وبين أمثالك ..؟!!! سبحان الله العلي العظيم ..!!! أليس في هذا شهادة على صدق هذا الكتاب الخالد ..
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (16)
( القرآن المجيد : هود {11} : 13 - 16 )
هل أدركتِ ـ يا دكتورة علم النفس ـ هذه المعاني ..؟!!! ألم تتنبهي أنك تريدين الحياة الدنيا وزينتها .. سيوفيها الله ( عز وجل ) لكِ .. كما جاء في قوله تعالى .. مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ .. ولكن ـ وبكل أسف ـ فهذا هو مصيرك .. أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ..
وتقول دكتورة علم النفس في " رسالة شكر وتقدير إلى موقع الحوار المتمدن " : " لقد تضرعت إلى السماء لكي تعطيني دربا إلى أمريكا " ..!!! والسؤال الآن ـ لدكتورة علم النفس ـ هل كنتِ تتضرعين إلى الكواكب أم إلى النجوم أم إلى المجرات ..؟!!! مسكينة تلك الدكتورة .. أشفق على ذكائها المحدود ..!!! فلم تتنبه ـ دكتورة علم النفس ـ أنها كانت تتضرع ( بالفطرة ) إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بدون أن تدري ..!!! وقد آتاها الله ـ سبحانه وتعالى ـ الخير على الرغم من شركها .. وأعطاها دربا إلى أمريكا ..!!! ولكنها نست الفضل .. نست فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ عليها ..!!! وتعود دائرة الحياة ( The circle of life ) للتكرار .. ولترى ـ دكتورة علم النفس ـ صورتها كاملة في قصة هؤلاء الأقوام .. كما جاء في قوله تعالى ..
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)
( القرآن المجيد ـ يونس {10} : 22 - 24 )
فهل تنبهت الدكتورة إلى هذه المعاني الخالدة .. وإلى قوله تعالى .. .. كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ..!!! فهل اختلت الدكتورة إلى نفسها ..؟!!! لمراجعة كل ما كتبت لترى إلى أي مدى تجنت على الإسلام العظيم .. وحملته أخطاء الطواغيت .. والعصاة والجهلة من المسلمين .. كما وأنها كانت ضحية لجهلها بهذا الدين العظيم ..!!! وأتمنى أن تعي دكتورة علم النفس ـ قبل فوات الآوان ـ قوله تعالى ..
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)
( القرآن المجيد ـ الأنعام {6} : 44 )
فالحقيقة ـ الآن ـ والتي لا تقبل الجدل .. أن المشكلة الأساسية تقع في جهل الدكتورة ومن على شاكلها . ولكن جهل الدكتورة ـ دكتورة علم النفس ـ هو في الواقع جهل مزدوج .. لأنه ليس فقط جهل في الجانب الديني .. بل هو أيضا جهل في جانب علم النفس ( وسوف أعود لتحليل شخصية هذه الدكتورة المسكينة ـ إن شاء الله تعالى ـ في الرد الأخير ) ..!!!
وعموما يمكننا القول بأن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل الإنسان بصفة عامة :
• بمعنى الدين ..
• ومعنى دور الدين في حياة الإنسان ..
• ومعنى الخالق العظيم ..
• ومعنى الغايات من الخلق ..
واكتفي بهذا القدر .. ولنبدأ قصة العلم والعقل ـ معا ـ في الدين الإسلامي والديانات الأخرى من أولها ..